الفصل رقم ١٠: وتزودوا
الفصل رقم ١٠: وتزودوا
وصلت On The Run، لازم أقف عشان محتاج ازود بنزين واجيب حاجة اشربها، دخلت محطة البنزين.
عامل البنزينة: اءمرني يا أفندم
أنا: فولها ٩٢ لو سمحت
وأنا مستني العامل يخلص جتلي خاطرة. استعجبت أننا دايماً في سفر الدنيا بنفول التانك عشان نأمن نفسنا على الطريق، فلماذا لا نتحرى تأمين أنفسنا في سفر الآخرة؟ ليه مش بنخاف أننا بعد الموت حسناتنا متكفيش توصلنا الجنة؟
تذكرت قول الله تعالى:
وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ – البقرة/١٩٧
وتذكرت أبيات الإمام الشافعي رحمه الله:
ستندم إذا رحلت بغير زادٍ *** وستشقى عندما يناديك المناد
أترضى أن تكون رفيق قومٍ *** لهم زادٌ وأنت بغيـر زاد؟
أنتهى العامل، حاسبته واتحركت. ركنت على جانب المحطة ونزلت لأصلي العشاء في المصلية اللي في جنينة المحطة. المكان مفتوح والهواء منعش، فكرت في نفسي: إذا كانت أول صلاة في السفر بهذا الجمال فكيف بالبقية؟ تحمست لسفري أكثر. خلصت صلاة ودخلت On The Run.
رحت على الكاشير وطلبت واحد كابتشينو كبير واثنين لبان ترايدينت، فسفري بعيد، مارينا على بعد حوالي ٢٦٠ كيلو وماما وصتني مزودش عن السرعة القصوى الرسمية. أخدت الريسيت واديته للعامل اللي على ماكينة الكابتشينو فأخده مني وأداني الكابتشينو مع تشوكليت Cadbury Flake، استغربت، سألته ليه التشوكليت؟ قال لي أنها هدية. أخدتها، شعور جميل أني أدفع ثمن حاجة فأخد ما يساوي أكثر منها، ربنا بيعاملنا كدة بالضبط، من أسمائه “الشكور”، بيكافئ العبد المطيع بأكثر مما يستحق، أضعافاً مضاعفة.
لفت انتباهي أن لون غلاف الكادبوري فلايك أصفر، مرة تانية ربنا بينبهني، تذكرت ذنبي، ما أرفق الله، يذكرني بذنبي بهدية.
دلوقتي معايا لبان وتشوكليت وكابتشينو، هذه المنبهات تكفيني لأظل مستيقظاً حتى صباح اليوم التالي حسب خطتي في الرحلة، لأني رتبت أني هصلي قيام الليل على البحر وبعدها ألف بالعربية أتجول في مارينا أتأمل ذكريات الماضي.
رحت لتربيزة السكر والأغطية. حطيت كوباية الكابتشينو على الترابيزة وأخدت كيس سكر وفتحته وقبل ما أحطه لاحظت الرسمة اللي على وش الكابتشينو .. قلب؟ استعجبت. إنها رسالة أخرى من الله. أشتريت منبهات كتير لعقلي، فأين منبهات قلبي؟ تحرك قلبي لهذا المشهد، بدأ يفوق من غفوته. تذكرت قول الله تعالى:
اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ ، مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ ، لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ..
سورة الأنبياء: ١-٣
الرسائل لا تتوقف. حاسس أن السفرية دي هتكون غير أي سفرية تانية سافرتها في حياتي. أخدت منبهاتي وخرجت من المحل.
ركبت السيارة وبدأت أشرب الكابتشينو. تذكرت قول الإمام الشافعي – رحمه الله:
تزوَّد من الذي لا بدَّ منه *** فإنَّ الموت ميقات العباد
وتبّ مهما جنيت وأنت حيٌّ *** وكن متنبهاً قبل الرقاد
دورت العربية وأسرعت باتجاه بوابات الطريق. دفعت ثمن التذكرة ففُتحت لي الحواجز. انطلقت مردداً دعاء السفر..
“It amazes me how my heart goes to sleep and wakes up again
If there is a coffee for the heart hook me up with a life supply
Because I wanna make sure that my heart is alive so I can close my eyes
There are some who wake up every morning and their hearts are still asleep
And I can’t even close my eyes without this coffee of mine
And I keep taking and living my life, and I send you all my bills
And it don’t even feel good in the morning, and at night times it kills.”
— Moez Masoud, Coffee For The Heart
Amr Ali Ibrahim
My name is Amr Ali Ibrahim. I'm an Egyptian dentist, digital marketer, and novelist from Cairo, born in 1986 and graduated from ASU Dental School in 2009. The novel "مارينا.. كان يا مكان" is considered my first published print book, and I have some other works that are not published as prints yet, however, I've published them on this website.