الفصل رقم ١٦: عزومة في شاليه uncle محيي وطنط سميرة
الفصل رقم ١٦: عزومة في شاليه uncle محيي وطنط سميرة
Flashback – صيف ٢٠٠٩
بما أننا في نص الصيف فكل معارف بابا وماما موجودين في مارينا الweekend دا، ومقضينها عزومات في الشاليهات. النهاردة دور uncle محيي وطنط سميرة والناس كلها متجمعة عندهم.
طنط سميرة دي هيا مامت صاحبي Esso اللي أكبر مني بسنة، واللي جايب معاه المطويات الدعوية من القاهرة.
وصلنا chalet طنط سميرة. بدأت أسلم على الناس، دي تاني مرة يشوفوني باللحية بعد عزومة طنط نهلة مرات عمو سامح من يومين.
واحد من أصحاب بابا: أهلاً أهلاً، أزيك يا شيخ عمرو، نقولك يا شيخ عمرو ولا يا دكتور عمرو؟
أنا (مبتسماً): قولي يا عمور
رحت أسلم على طنط سميرة اللى بتحبنى جداً زي ولادها.
طنط سميرة: ياه يا عمرو برضو، مش أتفقنا أول أمبارح أنك هتحلق دقنك دى، شكلها مقرف. يا بنى يا حبيبى قلت لك إحلقها مش حرام، إحلقها على مسؤوليتى وأنا هاخد الذنب..
اكتفيت بالابتسام لها، صعب جداً تتفهمني لو رديت عليها.. بعدها سلمت على إبنها الكبير معتز أخو Esso. معتز هو أكبر ولد في أولاد صحاب بابا، وهو اللى كنت بقلده فى نزول الgym، وحاجات تانية كتير.. معتز مكانش موجود في عزومة أول إمبارح فدي أول مرة يشوفني باللحية..
معتز: إيه يا بني اللي أنت عامله دا؟ أنت عمرو ولا حد تاني.
سلمت عليه مبتسماً..
حطوا الأكل وأكلنا، بعد كدة أتجمعنا أنا والشباب الكبار والصغار والأطفال في قعدة من اللي في جنينة الشاليه.
في الشباب أولاد صحاب بابا في اتنين متدينين غيري، واحد منهم سلفي زيي واسمه راجي، والتاني Esso إبن طنط سميرة اللي مع التبليغ والدعوة.
بالطبع كنت أنا محور الحوار، ولأول مرة فى حياتى أتحط فى مواجهة مع معتز اللى طول عمرى بعتبره مثلي الأعلى وبقلده فى حجات كتير فى حياتي، واللي ألتزامى كان صدمة ليه بسبب تحرري زيه واهتمامي بعلاقاتي الإجتماعية وخروجاتي ومظهري.
معتز: إيه يا عمور، عامل قلق أنت فى العيلة
أبتسمت فقط
معتز: يا عمرو الدين يسر، أنت أصلاً مكنتش وحش أوى يعنى
أنا: لا عادى والله، الواحد لازم بأستمرار يظبط حياته ويقرب لربنا أكتر
معتز: طب مامتك، هيا مش راضية عنك كدة، مش بر الوالدين دا من الدين؟
أنا: أكيد، دا من أهم الحاجات فى الدين بس لما ميكونش متعارض مع أوامر ربنا، وبعدين أنا بعرف أرضيها بحجات تانية كتير بحيث أن الموضوع ده يعدى
معتز: عارف أن Esso (أخوه اللى مع التبليغ والدعوة) قلب كام شهر زيك كدة؟ بس فى الأخر سمع كلام ماما ورضاها وخف دقنه ومبقاش يروح الدروس والحاجات دى، فأنت مش أحسن منه..
أنا: لا مش أحسن منه طبعاً دا هو كان سبب في ألتزامي، بس أنا ليا أختياراتى وربنا هيحاسبنى أنا مش هو.
Esso (لأخوه الكبير): ملكش دعوة بيا طلعنى من الموضوع
معتز: بصراحة يا عمرو تقريباً كل الناس اللي في القعدة مش عاجبها الموضوع اللي أنت ماشي فيه دا..
أنا: طيب يا معتز بس أنا سايبكم تعيشوا حياتكم بحريتكم، فأنتم سيبوني أعيش حياتي بحريتى، لا إكراه فى الدين.
معتز (غاضباً): أنت مش عايز تسمع.. أنا مش هتكلم معاك
قام معتز غاضباً وخرج راح لأصحابه، والأطفال مشيوا برضه، وفضلت أنا وesso وراجي.
Esso (محرجاً من أخوه): معلش يا عمرو، مش عارف أقولك إيه..
أنا (مبتسماً): لا، عادى، متعود
راجي: ربنا يثبتك
أنا: أنا هنزل بإذن الله أوزع المطويات الدعوية على الشباب بعد العزومة، يعني بعد الفجر كدة، تيجوا معايا؟
راجي: معاك
Esso: يلا بينا
قررنا أننا على ما العزومة تخلص نعمل مقرأة عن سورة العنكبوت اللي بتتكلم عن الفتن.
سورة العنكبوت بتتكلم عن الفتن اللي بيقابلها المسلم لما بيمشي في طريق ربنا. السورة دي نزلت من أكتر من ١٤٠٠ سنة، ولكن هنشوف إزاي بعد كل السنين دي لسة كلام ربنا صحيح ونفس اللي كان بيحصل زمان وربنا حذرنا منه بيحصل لحد النهاردة.
سُميت سورة العنكبوت بالأسم دا لأن ربنا بيعلمنا أن العقبات اللي بنقابلها في الطريق إلى الله عاملة بالضبط زي بيت العنكبوت، حاجة شكلها مخيف جداً لكن في الحقيقة هيا ضعيفة وبسهولة الواحد ممكن يعدي منها، فقط لو لم تتراجع خوفاً من شكلها.
جبنا مصحف ونزلنا قعدنا على النجيلة، فتحنا المصحف على سورة العنكبوت وبدأنا نقرأ:
بسم الله الرحمن الرحيم:
الم ، أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ، وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا ، وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ
ربنا ليه سنن ثابتة في الكون مبتجاملش حد فيها، ومن السنن دي هيا أن أي واحد ينوي أنه يمشي في الطريق لربنا لازم ربنا يختبره عشان يعرف إذا كان صادق ولا كاذب، وربنا بيقول للنبي صلى الله عليه وسلم والصحابة أن الأنبياء من قبل النبي والناس اللي اتبعوهم اتعرضوا كلهم لإبتلاءات، فالموضوع مش جديد أبداً.
وسبحان الله زي ما في الدنيا عشان واحد ياخد شهادة بأنه مهندس او طبيب او اي certificate لازم بيدخل أمتحانات قبلها، theoretical و oral و practical.. كذلك في دين ربنا قبل ما حد فينا ما يستحق تسمية “مؤمن” لازم ربنا يختبره عدة أختبارات، ومع كل أختبار ننجح فيه نتحط في level أعلى. وزي ما في الأمتحانات في MCQs – Multiple Choice Questions، فأحنا كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة وكل ثانية ربنا بيعرض علينا MCS – Multiple Choice Situations.. وإحنا بنختار على أساس حاجتين مهمين: علمنا وصدقنا. فلو إحنا عارفين التصرف الصحيح بس مش صادقين هنختار غلط، ولو إحنا صادقين بس معندناش علم كافي بالحلال والحرام هنختار غلط، فلازم نجمع بين العلم والصدق عشان نعدي في الأختبارات اللي بتقابلنا في حياتنا.
بسم الله الرحمن الرحيم:
أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا سَاء مَا يَحْكُمُونَ ، مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ، وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ، وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ ، وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ
ربنا بيقول أن اللي بيعمل ذنب ويفتكر أنه خلاص عدى وراح يبقى مش فاهم حاجة، لأن ربنا هيحاسبنا على كل كبيرة وصغيرة يوم القيامة، إلا لو تبنا طبعاً. كمان بيقول أن اللي بيقاوم الضغوط اللي بيقابلها على الصراط المستقيم فهو بيقاوم عشان مصلحته، لأن ربنا مش محتاج أي مخلوق في أي حاجة، وإنما أحنا اللي محتاجينه. فالناس اللي هتؤمن وتتبع الحق ربنا هيغفر لهم الذنوب اللي عملوها زمان ويحاسبهم بس على أفضل حاجات عملوها في حياتهم.
وبعد ما ربنا قال مقدمة عن السنة الكونية في أن لازم المؤمن يقابل فتن بدأ يقول لنا أنواع الفتن اللي هنقابلها عشان منتفاجأش بيها وإنما نبقى متوقعينها، ودا في الآيات اللي جاية.
بسم الله الرحمن الرحيم:
وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ، وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ
أول نوع من أنواع الفتن اللي ممكن يقابلها المؤمن هو “فتنة الأهل”، خاصة الوالدين. بس ربنا من حكمته قبل ما يحذرنا من فتنة إيذاء الوالدين فكرنا الأول بتوصيته لينا عليهم وأننا لازم نبرهم ونعاملهم أحسن معاملة حتى لو بيحاربونا عشان نكفر بالله او نعبد أصنام، فما بالك لو بس بيقولوا لك أحلق دقنك او متنزلش تصلي في المسجد، فالموضوع أهون بكتير، صحيح مش هنسمع كلامهم لو قالولنا نسيب التدين، بس لازم نفضل نعاملهم أحسن معاملة. أخيراً لو حصل أن المؤمن أهله مدخلوش معاه الجنة فربنا بيطمنه أنه في الجنة مش هيبقى لواحده ولكن ربنا هيحطه مع الصالحين بحيث يكون ليه صحبة في الجنة، بس طبعاً أسعد حاجة أن الواحد يكون معاه أهله في الجنة عشان كدة لازم كلنا نجتهد في دعوة أهلنا، مش بالكلام واللسان فقط وإنما بالأفعال والأخلاق، وبأننا نكون أصحاب مبدأ وثابتين عليه، ساعتها بإذن الله هيقتنعوا أننا صادقين ويتغيروا.
بسم الله الرحمن الرحيم:
وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِن جَاءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ ، وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ
تاني فتنة ربنا أتكلم عنها هي “فتنة الإيذاء في الله”. أي حد بيمشي في طريق ربنا عادة بيقابل بعض الناس تأذيه، سواء الإذاء النفسي او التعذيب الجسدي. بعض الناس بيقولوا “إحنا مؤمنين” فإذا اتعرضوا لأذى بسبب أنهم اتبعوا الحق بيرجعوا في كلامهم و”ينتكسوا”، فالناس دي كأنها عملت مقارنة بين التعذيب اللي شافوه من الناس وبين العذاب اللي ربنا توعده للمجرمين يوم القيامة فلقوا أن الأثنين زي بعض ومش فارقة، مع ان عذاب ربنا أكبر بكتير، مفيش وجه مقارنة، فالناس دي طول ما سكة ربنا سهلة بتلاقيهم معاك لكن أول ما بيواجه فتن وإبتلاءات بتلاقيه يسيبك. وبالأختبارات والإبتلائات المتتالية ربنا بيميز المؤمنين الصادقين من المنافقين اللي بيدعوا الإيمان.
بسم الله الرحمن الرحيم:
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُم بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُم مِّن شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ، وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ
في الآية دي ربنا بيتكلم عن الكافرين، أنهم بيقولوا للمؤمنين أمشوا ورانا وأحنا هنشيل ذنبكم، ولكن هما مش هيشيلوا ذنبهم ولا حاجة، كل واحد لازم بيشيل ذنبه، بس الفرق أن المحرضين على الكفر بيشيلوا ضعف الذنوب عشان هما كانوا سبب في إضلال المؤمنين.
ورغم أن الآية دي بتتكلم عن الكافرين اللي بيدعوا للكفر إلا أننا بنشوفها بشكل مصغر في واقعنا بين المسلمين، فمثلاً أهلنا او صحابنا مسلمين مش كفار، ولكن سعات بيقولوا لنا الجملة دي “أعمل كذا وعلى مسؤوليتي” او “أعمل كذا وأنا هشيل ذنبك”، فطبعاً لو سمعنا كلامهم محدش هيشيل ذنبنا ولكن إحنا هنشيل ذنب وهما هيشيلوا ضعف الذنب، فإحنا لازم نثبت على الحق عشان نحمي نفسنا ونحميهم، فضلاً عن ان ربنا ممكن يعذرهم لجهلهم ويعاقبنا إحنا.
أنتهينا من القراءة في المقرأة. جه الحلو فكلناه وقعدنا نتكلم شوية. ساعتها كان الفجر بيأذن والناس بتسلم على بعضها. سلمنا على أهلنا وقلنالهم هنسهر برة للصبح، وخرجنا من الشاليه ركبنا عربية Esso الWrangler وانطلقنا.
Amr Ali Ibrahim
My name is Amr Ali Ibrahim. I'm an Egyptian dentist, digital marketer, and novelist from Cairo, born in 1986 and graduated from ASU Dental School in 2009. The novel "مارينا.. كان يا مكان" is considered my first published print book, and I have some other works that are not published as prints yet, however, I've published them on this website.