الفصل رقم ٣: التدين والFitness
الفصل رقم ٣: التدين والFitness
الناس اللي مخها نضيف لما بتexercise بتركز على كل components الfitness مش component واحد بس، ودا الفكر اللي بدأ يظهر في جيمات مصر بعد إنتشار CrossFit وP90X. لكن زمان أول ما نزلت gym وأنا في تانية إعدادي تقريباً – تقليداً لمعتز إبن صاحب بابا – كان في فكرة واحدة بس مسيطرة على كل الناس اللي بتلعب هناك: تضخيم العضلات، muscle bulking.
ساعتها كل حاجة حوليا في الgym كانت مركزة على كدة؛ الcoach، الposters، الsupplements، حتى طريقة لعب وكلام الناس كانت بتعكس أن الفكرة دي مهيمنة على المكان كله.
لكن أنا، رغم أني كنت لسة صغير مش فاهم fitness، كنت بتضايق من الجو دا، خصوصاً كل ما عيني تيجي على الposters. منظر العضلات المتضخمة بنسبها غير المتناسقة وعشرات الأوعية الدموية الزرقاء بارزة فيها كان بيكون مقزز جداً بالنسبالي. ليه واحد يعمل في نفسه كدة وإيه الجمال في المنظر دا؟ وبخلاف أن الشكل مش حلو، تضخم العضلات بنسب غلط بيخلي الجسم تقيل وكفاءة الحركة تقل ودا عكس الFitness. الFitness هو أن الجسم يبقى متسق مع الحياة، يبقى الإنسان نشيط، نفسه طويل ميتعبش بسرعة، جسمه مرن وبيتأقلم بسرعة مع أي ظروف يتحط فيها. أي إنسان في حياته اليومية محتاج فيتنيس مش عضلات ضخمة؛ في الشغل محتاج فيتنيس، في العبادة محتاج فيتنيس، وفي الجواز.. محتاج فيتنيس.
في مقولة مشهورة اوي في عالم رفع الأثقال بتقول: Fitness is as psychological as physical. لما بسمع المقولة دي بتعجبني اوي، وبقول لنفسي: وas spiritual برضه.
فالfitness مش مقتصر فقط على لياقة الجسد والعقل فقط، اللي هما الphysical and psychological fitnesses، وإنما يشمل كمان الروح، الspiritual fitness. والفيتنيس للروح هو أن قلبي يبقي عنده “روح رياضية”، او ممكن نسميها “روح إيمانية”.
يعني مثلاً زي ما ال muscular endurance هو component لل physical fitness برضه spiritual endurance هو جزء من الspiritual fitness، وهو أني أبقى مجتهد في عبادة ربنا وأصبر على مشقة طاعته في عز صعوبتها.
وزي ما ال Agility هو component لل physical fitness برضه الرشاقة جزء من اللياقة الإيمانية، بمعنى أن لما ربنا يبعتلي خير أتأقلم بسرعة مش أغتر بالنعمة وأسيء استخدامها، ولما ربنا يبعت لي ابتلاء أتأقلم بسرعة برضه مش أتفتن وأغضب او أسخط وأجحد بنعم ربنا اللي كان بيدهالي طول عمري..
قيس على كدة باقي components الfitness:
Balance, Coordination, Flexibility, Power, Speed, Accuracy, Reaction Time
أن “روحي الإيمانية” تكون معايا في العبادة والشغل والبيت، وحتى وأنا نايم، إيماني بيغذي قلبي..
لكن مع الأسف برضه الأيام دي كتير من جيل المراهقين وبعض الشباب بقوا واخدين مفهوم الFitness على أنه ال Slim Look، أنه يبقى رفيع جداً تقريباً من غير muscle bulk.. والتوجه دا جه من الثقافة الغربية؛ Justin Bieber مثلاً.. وبيتم تقديمه في الfashion للمراهقين على أنه الفورمة المثالية للجسم في شكل clothing trends، زي الslim fit، الskinny fit، والsuper-skinny fit..
الفكر دا، والفكر المقابل بتاع الmuscle bulking، الاتنين لما بتأملهم من منظور إيماني بيفكروني بالناس اللي قابلتها لما بدأت سكة التدين، لقيت نفس النوعين دول من الناس؛ المتشددين، اللي بيتشددوا في الدين، والمفرّطين، اللي بيتساهلوا في الدين، والاتنين متطرفين.. في رحلة إلتزامي قابلت السلفي المتطرف والصوفي المتطرف والليبرالي المتطرف، سواء متشدد او مفرّط، ودي كانت حاجة بتزعلني.
لكن الجميل أن على قدر التباين بين كل واحد من دول إلا أنهم كانوا يكادوا يلتقون جميعاً في تقاطع دوائر متداخلة. بمعنى أن أقل السلفيين تطرفاً كان قريب جداً من أقل الصوفيين تصوفاً. والفكرة دي هيا اللي بنيت عليها استراتيجية مشروع “مدينة” لتوحيد المسلمين، أن كل مجموعة من المسلمين ذات أيديولوجية مختلفة بتمثل دائرة، والدوائر دي قريبة من بعض جداً ويكادوا بالفعل يتلاقوا، لكن ينقصهم فقط نقطة واحدة تنشأ عنها التلامس بين الدوائر دي، فأنا اللي عليا هو أني – بالوصول للمثالية والوسطية الدينية – أبقى النقطة دي فأوصل مبينهم كلهم، وبكدة مشروع مدينة ينجح.
لكن للأسف، ناس كتير بتفهم الوسطية في الإسلام غلط على أننا عشان نبقى مسلمين وسطيين لازم نتوسط في تنفيذ الإسلام، بمعنى أننا ننفذ النص ونسيب النص، فمثلاً تلاقي واحد لما تنصحه أن ربنا بيقول كذا حرام مينفعش نعمله فيرد بأنه “عارف” بس الإسلام دين الوسط .. طب ما أنت كدة أكيد مش فاهم أبسط قواعد ال math بتاعت تانية إبتدائي:
Addition, Subtraction, Multiplication, and Division
الإضافة والخصم والقسمة والضرب
لأن إذا كان الإسلام كله وسط فأنت عمرك ما هتبقى وسطي إلا لما تنفذ الإسلام كله. وكوني أني أسيب أي أمر من أوامر ربنا في الإسلام فأنا كدة بقيت أقل من الوسط .. مقصّر .. مفرّط. وطبعاً العكس صحيح، لو أنا زودت حاجة في الدين من دماغي يبقى أنا كدة زيادة عن المتوسط .. متشدد، مبتدع، متنطع؛ وجوه آخرى للتطرف. ويبقى الصح الوحيد هو أني أنفذ الإسلام بدون أي زيادة او نقصان. ببساطة، قمة الوسطية هي أني أتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم بكل كبيرها وصغيرها، بقشورها وجوهرها، بدون ما أضيف ليها من دماغي، لأنه هو فعلاً أكتر واحد وسطي في المسلمين.
فكرة الدوائر المتداخلة دي بتفكرني بزمان في المدرسة لما كانوا بيعلمونا تداخل ألوان الضوء. كانوا بيرسموا لينا صورة لثلاث دوائر ملونة؛ أحمر وأخضر وأزرق، وكان الجزء اللي في النص اللي بتتلاقى فيه الثلاث دوائر دي لونه أبيض.. أهو أنا نفسي أقف في نص الجزء دا بالضبط، نفسي أبقى وسطي تمام الوسطية، معتدل تمام الأعتدال، نفسي أبقى مسلم مثالي، أبقى ملتزم بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، الظاهر والباطن، مع الfitness في الدين، في المسجد وفي البيت وفي الشغل، في الرخاء وفي الشدة.. ساعتها فقط هقدر أكون نقطة وصل بين كل الأطراف المتلامسة من دوائر الفرق الإسلامية، الصوفية والسلفية والليبرالية، حتى الشيعة والتكفيريين وأصحاب المعتقدات العالمانية، وساعتها ممكن مشروع مدينة ينجح.
أخيراً، في علاقة التدين بال fitness، في نقطة مهمة، وهيا علاقة كل components الfitness بالmission، المهمة. للأسف ناس كتير مش فاهمة أن الجيم دا رياضة مُكملة مش رياضة مستقلة. أن الواحد يلعب جيم عشان يبقى شكل جسمه جامد دي حاجة كويسة، لكنها سطحية جداً، الصح هو أني أنزل جيم عشان يساعدني أظبط جسمي وأهيئه بالفيتنيس لرياضة تانية، او لمهنة أصعب، او للجواز مثلاً، اللي هيا الmission. وكذلك الfitness للمسلم. المسلم مش بيبني روح إيمانية عشان يقعد بيها في المسجد، وإنما ربنا عايز المسلم يتغير عشان يغير الناس والمجتمع من حواليه. حتى إذا نضّفت قلبي وبقيت إنسان نقي وسوي، دا مش كفاية، لازم أتحرك وأدعو الشباب وأغير الناس اللي حوليا، وإلا هبقى زي اللي بيلعب جيم فقط عشان يبقى شكل جسمه جامد، وأنا مش عايز أبقى كدة. أنا عايز أبقى مسلم مثالي.
Amr Ali Ibrahim
My name is Amr Ali Ibrahim. I'm an Egyptian dentist, digital marketer, and novelist from Cairo, born in 1986 and graduated from ASU Dental School in 2009. The novel "مارينا.. كان يا مكان" is considered my first published print book, and I have some other works that are not published as prints yet, however, I've published them on this website.