fbpx

الفصل رقم ٤: ثورة سَلفي على سَلفي

الفصل رقم ٤: ثورة سَلفي على سَلفي

بس في الgym، وعامة في الحياة، عشان تنجح لازم يكون ليك مثل أعلى عايز تبقى زيه، وبما انى مكنتش بلاقي أي poster مناسب في الجيم اخده مثلي الأعلى كنت بدخل على النت أجيب صور fitness influencers جسمهم جامد بجد عشان اخدهم مثل أعلى ليا. دا بالضبط اللي أنا عملته بعد ما قررت أسيب lifestyle الحياة الأمريكي الليبرالي وألتزم دينياً؛ بدأت أدور على نماذج لشباب ملتزم تدينه صحيح.

 

أنا فاكر أول ما عرفت دين كان مع دكتور عمرو خالد أيام ما كان بيدي دروس مسجد الحصري ونادي الصيد. قعدت أسمعه كتير لحد ما غير توجهه الدعوي للإصلاح الأجتماعي. طبعاً مش غلط أن داعية يسيب الدعوة ويتجه للإصلاح الإجتماعي، لأن دي حاجة بتحكمها حاجة المجتمع، لكن أنا في المرحلة دي كنت عايز أسمع دين وبس، كنوع من الشغف، او بداية التطرف.

 

المهم ساعتها كان معز مسعود لسة بادئ طريقه في مجال الدعوة، وكان بيعمل برامج دينية بالإنجليزي على قناة إقرأ وعلى الراديو. أُعجبت بيه جداً وبقيت بسمعه تقريباً طول اليوم. النهاية الطبيعية لسماع معز مسعود المكثف هي أني بدأت أميل للتصوف. بقيت أحضر خطب الجمعة للشيخ أسامة الأزهري مع صاحبي الصوفي في مسجد السلطان حسن، وسعات كنا بنقابل معز مسعود هناك نسلم عليه او نقعد معاه ربع ساعة يكلمنا عن الزهد وحب ربنا، وخلال فترة قصيرة أصبح الثلاثة دول؛ الشيخ أسامة، معز مسعود، صاحبي الصوفي، مثلي الأعلى.

 

لكن، للأسف، لمراهقتي التصوفية بدأت أبقى مهمل في حياتي، ودا نوع من التطرف. وبعد خناقات كتير مع أهلي، بسبب عدم المذاكرة وتضييع الوقت في الإسترخاء والتأمل، قررت أسيب الصوفية، فكان القرار، للأسف، هو أني انقطعت عنهم.

 

ساعتها كان دكتور عمرو خالد بيجهز ل”حملة حماية” لمساعدة المدمنين فتواصل معايا صاحبي محمد سودان مساعد د. عمرو خالد ساعتها ودعاني للانضمام لفريق الحملة، فرحت جداً ولقيتها فرصة كويسة عشان أتغلب على السلبية المجتمعية اللي حصلت لي في بسبب سوء فهمي للصوفية ولضرورة إحتكاك المسلم بالحياة العملية.

 

نجحت حملة حماية نجاح باهر، ومع نهاية حملة حماية ونجاحها كنت بدأت أحضر دروس الشيخ مصطفى حسني في مسجد يوسف الصحابي. أستفدت منه جداً فتطوعت في فريق العمل بتاع برنامجه “خدعوك فقالوا” وأصبح أستاذ مصطفى حسني مثلي الأعلى، لكن في نص البرنامج، في ٢٠٠٨ تحديداً، عمل حلقات “المعازف” و “البدع” اللي فتحوا عينيا على حاجات كتير جداً خلتني أقرر أسيبه وأخد أكبر منعطف في حياتي.. الإتجاه للسلفية.

 

لكن بسبب خلفيتي الفكرية الليبرالية الصوفية بقيت سلفي مختلف عن أغلب السلفيين، ونشأت جوايا عدة شخصيات من الثقافات اللي كانت بتتراكم جوايا منذ ولادتي، ولحد وقت قريب وقبل ما حالتي النفسية تتدهور كانت الشخصيات دي سعيدة جوايا وبتظهر حسب حاجتي ليها في ديني وحياتي؛ لكن بسبب النقد الشديد الموجه للسلفيين في الإعلام مؤخراً بدأت ثقتي في نفسي تهتز، وبقيت بفكر: هل السلفية مجرد مرحلة مراهقة أخرى مثل التجارب التي سبقتها؟ ولا هيا الخطوة الأخيرة بعد الليبرالية والصوفية اللي بيها هنضج من المراهقة الإيمانية؟ هل صاحبي السلفي، اللي لجأت ليه عشان يفهمني مسألة البدع والمعازف، هو مثل أعلى مؤقت زي د. عمرو خالد ومعز مسعود والشيخ مصطفى حسني؟ ولا فعلاً السلفيين هم الأجدر بأني أكون معاهم وأنهم يكونوا مثلي الأعلى؟ مش عارف، ومحتار جداً.

 

ومع بداية التفكك المجتمعي والاستقطاب الفكري اللي حصل مع بداية استفتاء ٢٠١٢ ب’نعم’ و’لا’ على التعديلات الدستورية بدأت شخصياتي النفسية دي تعمل مظاهرات إعتراضاً على أسلوب حياتي السلفي. خايف أفقد السيطرة عليهم ويعملوا ثورة عليا، وخايف أكتر بعد الثورة تحصل حرب أهلية وفجأة ألاقي كل الشخصيات اللي جوايا بتتصارع مع شخصي السلفي؛ الليبرالي والصوفي، الأمريكي والفرنسي.. Rocky وShakespeare وSimba وStifler..

 

قعدت أفكر في حل للأزمة دي..

 

إزاي أتصرف مع المظاهرات اللي شخصياتي عملاها عليا دي؟ في صوت جوايا بيقولي أني لازم أتصدى ليهم حتى لو هقاتلهم وأبيدهم، لكن في صوت تاني بيقولي أوعى تعمل كدة، الشخصيات دي هيا نتاج تاريخ طويل من التعلم والاحتكاك بالثقافات المختلفة، معقول تبيدهم وتخسر كل الحاجات الايجابية اللي اتعلمتها من د. عمرو خالد ومعز مسعود ومصطفى حسني؟ معقولة تخسر كل الحاجات الكويسة اللي أتعلمتها من صحابك الليبراليين والصوفيين؟ معقولة تضيع كل الفوائد اللي اتعلمتها من الكتب والروايات والأفلام والأغاني العربية والغربية؟ العبر اللي في The God Father  وThe Lion King والنمر الأسود؟ لأ طبعاً مستحيل! دا كدة هضيع خبرة أكتر من ٢٠ سنة من حياتي.. يعني أكتر من نصف عمري..

 

أكيد في حل تاني للمشكلة دي..

 

اتعلمت في السلفية أن أحد أفضل الأمثلة على عبقرية الفهم في الدين هو شيخ الإسلام إبن تيمية – رحمه الله. كان إبن تيمية طالب علم وعابد ومجاهد، كان أصولي ومعاصر وواقعي، كان نشيط وزاهد وأعماله لها أثر كبير في الناس لحد دلوقتي، كان رجلاً مجدداً.

 

إذا كان شيخ الإسلام إبن تيمية درس فلسفة عشان يعرف يدعو الضالين عن الصراط المستقيم والمنحرفين عن جادة الحق فإزاي أنا أبيد كل اللي اتعلمته قبل إلتزامي عشان أفضل سلفي؟ بالعكس، دانا المفروض بعد ما أسست نفسي في العلم الشرعي أرجع ليهم بشكل معاصر وأواجههم، وأساعدهم.

 

بعد تفكير عميق ظهر صوت تالت جوايا بيقولي أنه توصل للحل المثالي للأزمة دي، والحل هو أني أعمل ثورة على نفسي. ثورة أشيل بيها شخصياتي الفاسدة من المراكز الحيوية وأرجع بيها الأمل لشخصياتي المحبطة الغاضبة. ثورة كاملة حقيقية مش تمثيلية.

 

حاسس أن دا صوت العقل، ربنا بيقول: .. إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ* .. يعني أنا لازم أغير اللي فيا بنفسي عشان ربنا يغير حالي وأرجع كويس تاني.

 

أنا خلاص قررت؛ أنا هعمل ثورة على نفسي وهعملها لواحدي. ههتف ضد نفسي. هرفع لافتات حوليا. هرسم على قلبي جرافيتي. وهولع شماريخ جوايا..

 

زي ما قلت لكم أنا هاخد بنصيحة صديقي اللي بثق فيه وهسافر يوم إلى الله في مكان هادئ وفاضي أتفكر في حالي مع ربنا زي ما كان النبى صلى الله عليه وسلم بيعمل في غار حراء، هتكون دي فرصتي أني أبدأ أصلح نفسي من الفساد اللي ماليها. بإذن الله النهاردة بالليل لما أوصل مارينا هصلي قيام الليل على شاطئ البحر وأشيل الصدأ اللي غطى على قلبي وأغسله وألمعه وأبيضه زي ما بعمل في أسنان المرضى في عيادتي.

 

قال الشيخ محمد أبو زهرة – رحمه الله:

 

“التجديد ليس هو ما تعارفه الناس اليوم من خلع للربقة وردٍّ لعهد النبوة الأولى، إنما التجديد هو أن يعاد إلى الدين رونقه ويُزال عنه ما علق به من أوهام، ويبين للناس صافياً كجوهره، نقياً كأصله، وإنه لمن التجديد أن تحيا السنة وتموت البدعة ويقوم بين الناس عمود الدين. ذلك هو التجديد حقاً وصدقاً.”

 

سورة الرعد، آية ١١

My name is Amr Ali Ibrahim. I'm an Egyptian dentist, digital marketer, and novelist from Cairo, born in 1986 and graduated from ASU Dental School in 2009. The novel "مارينا.. كان يا مكان" is considered my first published print book, and I have some other works that are not published as prints yet, however, I've published them on this website.

“From day to day, my journey, the long pilgrimage before me. From night to night, my journey, the stories that will never be again. No day, no night, no moment can hold me back from trying. One flag, one fall, one falter, I’ll find my day maybe Far and away. One day, one night, one moment, with a dream to believe in. One step, one fall, one falter, find a new world across a wide ocean. This way became my journey, this day brings together, far and away…”

— Enya, Far and Away

Subscribe to my Newsletter

Would you like to get the occasional newsletter right to your email?